وجملة القول أن الحديث ضعيف للجهالة والاضطراب.
ثم إن في قوله: " ولكن المنافق.. " إلخ نكارة لمخالفته لحديث أبي هريرة
وابن عمرو مرفوعا (١) بنحوالشطر الأول منه دون هذه الزيادة المفسرة للمراد بـ
" المنافق "، وهو خلاف المتبادر من إطلاق الحديث الصحيح، فإنه يشمل من كان
في نيته أن يفي، ثم لم يف، ومن لم يكن في نيته أن يفعل، خلافا لما نقله
الحافظ عن الغزالي. والله أعلم.
١٤٤٨ - " احضروا موتاكم، ولقنوهم لا إله إلا الله، وبشروهم بالجنة، فإن الحليم من
الرجال والنساء يتحيرون عند ذلك المصرع، وإن الشيطان لأقرب ما يكون عند ذلك
المصرع، والذي نفسي بيده لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يألم كل عرق منه على
حياله ".
ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (٥/١٨٦) من طريق إسماعيل بن عياش عن أبي معاذ
عتبة بن حميد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: فذكره وقال:
" غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل ".
قلت: وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها، فإن أبا معاذ هذا
بصري، ومع ذلك ففي حفظه - أعني أبا معاذ - شيء كما يشعر بذلك قول الحافظ فيه:
" صدوق له أوهام ".
ومكحول وهو الشامي، وإن كان سمع من واثلة، فإنه موصوف بالتدليس، فمثله
يتحفظ من حديثه المعنعن كهذا.
والحديث أورده السيوطي في زيادته على " الجامع الصغير " وسكت عليه في
(١) انظر " مختصر البخاري " (٢٤ و٢٥) . اهـ