فهذا مع ما سبق بيانه من الجهالة وغيره، هو الذي دعاني إلى إيراد الحديث في
هذا الكتاب، دون الكتاب الآخر. والله أعلم.
٢٠٨٩ - " احفظ ود أبيك، لا تقطعه، فيطفىء الله نورك ".
ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (٤٠) : حدثنا عبد الله بن صالح قال:
حدثني الليث عن خالد بن يزيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر:
" مر أعرابي في سفر، فكان أبو الأعرابي صديقا لعمر رضي الله عنه، فقال
للأعرابي (١) : ألست ابن فلان؟ قال: بلى، فأمر له ابن عمر بحمار كان يستعقب
، ونزع عمامته عن رأسه، فأعطاه، فقال بعض من معه: أما يكفيه درهمان؟ فقال
: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ... " فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الله بن صالح،
فهو من رجال البخاري وحده، وفيه ضعف معروف من قبل حفظه.
ومما يدلك على ذلك؛ أنه قد خالفه في إسناده ومتنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد،
فقال: حدثنا أبي والليث بن سعد جميعا عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد
عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر:
أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار يتروح عليه إذا مل ركوب الراحلة، وعمامة
يشد بها رأسه، فبينما هو يوما على ذلك الحمار، إذ مر به أعرابي، فقال: [له
ابن عمر] : ألست ابن فلان بن فلان؟ قال: بلى، فأعطاه الحمار، وقال: اركب
هذا، والعمامة؛ قال: اشدد بها رأسك. فقال له بعض أصحابه: غفر الله
(١) الأصل (الأعرابي) ، والتصحيح من الزيادة الآتية في حديث مسلم، وهي لأحمد، ومن رواية " الشعب " للبيهقي. اهـ.