قلت: وبالجملة، فالحديث رواه ثلاثة من الضعفاء عن الثوري، وهم: عبد العزيز بن أبان، وأحمد بن جمهور، وأبو مطيع البلخي، والأولان كذابان كما سبق، والأخير ضعف اتفاقا، ويبدو من مجموع ما قيل فيه أنه شديد الضعف، وفي كلام البيهقي السابق ما يشير إلى ذلك، وفيه أيضا تصريحه ببطلان الحديث، ولكن السيوطي اختصره، فقد قال عقب قوله:" ضعيف بمرة ":
" وهو عن الثوري باطلا لا أصل له ".
كذا ذكره المناوي عنه في " الفيض ". ثم تعقب السيوطي بقوله:
" ولما أورده ابن الجوزي في الموضوع، تعقبه المؤلف بوروده من طرق، ولا تخلو كلها عن كذاب أو متهم ".
ومنه يبدو أن تعقب السيوطي لا طائل تحته.
٢٥٦٦ - (لا تجعلوا على العاقلة من قول معترف شيئا) .
موضوع
أخرجه الطبراني في " المعجم "، وعنه أبو نعيم في " الحلية "(٥/١٧٧) من طريق الحارث بن نبهان عن محمد بن سعيد عن رجاء بن حيوة عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وقال:
" غريب من حديث رجاء وجنادة مرفوعا، تفرد به الحارث عن محمد بن سعيد ".
قلت: ابن سعيد هذا هو المصلوب على الزندقة؛ وهو كذاب. والحارث بن نبهان متروك، فقد أساء السيوطي بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير "! ولم يقتصر على ذلك، بل إنه رمز لحسنه! قال المناوي: