هذا؛ ولو جاز لنا أن نحابي الإمام البخاري؛ لقلنا: إنه قد توبع الفضيل على لفظه، ولكن معاذ الله! أن نحابي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً؛ ذلك لأن المتابع مثل المتابَع أو أسوأ منه - كما يأتي -؛ فقد قال ابن أبي حاتم في " العلل "(١/٤٥٢/١٣٥٨) :
" سألت أبي عن حديث رواه المسيب بن واضح عن حفص بن ميسرة عن مسلم بن أبي مريم عن ابن جابر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... (فذكر الحديث) ؟ قال أبي:
هذا خطأ؛ والصحيح ما رواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث ".
قلت: يشير إلى حديث سليمان بن يسار - المتقدم آنفاً - ... عن أبي بردة، وكان قد ذكره برقم (١٣٥٦) من طريق عمرو المذكور والليث عن بكير بن الأشج عن سليمان به، وقال: إنه أصح.
والمسيب بن واضح: من شيوخ أبي حاتم، وقد ذكر ابنه عنه في " الجرح "(٤/١/ ٢٩٤) أنه سئل عنه؟ فقال:
"صدوق، كان يخطئ كثيراً، فإذا قيل له؛ لم يقبل ". وضعفه الدارقطني.