قلت: ولبقية في هذا الحديث روايتان إحدهما صرح فيها بسماعه له من يوسف بن السفر وهي هذه، والأخرى أسقط من الإسناد يوسف هذا الكذاب فدلسه كما سبق عن الحافظ وهذه أخرجها العقيلي وأبو عروبة الحراني في " جزء من حديثه "(١٠٠ / ٢) والديلمي (١ / ٢ / ٢٣٨ - ٢٣٩) والسلفي في " معجم السفر "(٢١٢ / ٢) وعبد الغني المقدسي في " الدعاء "(١٤٥ / ٢) من طريق كثير بن عبيد: حدثنا بقية عن الأوزاعي به. وبقية متهم بأنه كان يدلس عن الضعفاء والمتروكين، وهذه الرواية من الشواهد على ذلك.
ثم ساقه العقيلي من طريق عيسى بن يونس عن الأوزاعي قال: كان يقال: أفضل الدعاء الإلحاح على الله تبارك وتعالى والتضرع إليه. ثم قال:" حديث عيسى بن يونس أولى، ولعل بقية أخذه عن يوسف بن السفر ".
٦٣٨ - " الجالس وسط الحلقة ملعون ".
ضعيف.
رواه القطيعي في جزء " الألف دينار "(١ / ١٦ / ٢) من طريق شريك عن شعبة وهمام عن قتادة عن أبي مجلز عن حذيفة رفعه. قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله علتان: الأولى: شريك وهو ابن عبد الله القاضي، قال الحافظ:"يخطيء كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ". قلت: وقد توبع، لكنه خولف في لفظه كما يأتي. الثانية: الانقطاع بين أبي مجلز وحذيفة فإنه لم يسمع منه كما قال ابن معين، بل قال أحمد: إنه لم يدركه كما يأتي. وقد تابع شريكا عبد الله بن المبارك. أخرجه الترمذي (٤ / ٧) بلفظ: " قال حذيفة: ملعون على لسان محمد، أولعن الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، من قعد وسط الحلقة ".
وهكذا أخرجه الحاكم أيضا (٤ / ٢٨١) وأحمد (٥ / ٣٨٤، ٣٩٨، ٤٠١) عن شعبة به وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح ". والحاكم:" صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي! قلت: وقد ذهلوا جميعا عن الانقطاع الذي ذكرناه، وبه أعله أحمد، فإنه روى بسند الصحيح عن شعبة أنه قال عقب الحديث:" لم يدرك
أبو مجلز حذيفة ". قلت: وتابع شعبة أبان بن يزيد العطار، أخرجه أبو داود (٢ / ٢٩٢) وابن عدي في " الكامل "(٢٦ / ١) بلفظ: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة ".