ويعود الفضل لتنبهي لهذا الخطأ إلى أحد طلابنا المجتهدين الأذكياء في السنة الثالثة من الجامعة الإسلامية، فإنه كتب إلي بتاريخ (١٦/٥/٨٤ هـ) يستفسر عن التوفيق بين تصحيحي للحديث المذكور، وتضعيفي إياه في درس الحديث في السنة الأولى من الجامعة. فكتبت إليه أبين هذا الخطأ، وأؤكد له ضعفه وأشكره على اهتمامه بالتحقيق العلمي، وجزاه الله خيرا، وقد كنت نوهت بذلك في التعليق على " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ١/٥٦ - طبع المكتب الإسلامي ".
١٠٤٧ - " كان لا ينزل منزلا إلا ودعه بركعتين ".
ضعيف.
أخرجه ابن خزيمة (١٢٦٠) وعنه الحاكم (١/٣١٥ ـ ٣١٦ و٢/١٠١) وزاهر الشحامي في " السباعيات " (ج ٧/١٨/٢) عن عبد السلام بن هاشم: حدثنا عثمان بن سعد الكاتب، وكانت له مروءة وعقل عن أنس بن مالك قال: فذكره مرفوعا.
وقال الحاكم:
حديث صحيح، وعثمان بن سعد الكاتب ممن يجمع حديثه في البصريين.
وتعقبه الذهبي في الموضع الأول بقوله:
قلت: ذكر أبو حفص الفلاس عبد السلام هذا فقال: لا أقطع على أحد بالكذب إلا عليه، وقال في الموضع الآخر:
قلت: لا، فإن عبد السلام كذبه الفلاس، وعثمان لين.
قلت: وعثمان هذا متفق على تضعيفه، وقال الحافظ ابن حجر في " التقريب ":
ضعيف، فلا أدري بعد هذا وجه ما نقله المناوي عنه فقال:
وقال ابن حجر: حسن غريب، وقول الحاكم: صحيح، غلطوه فيه.
قلت: وكذلك تحسينه إياه ينبغي أن يكون خطأ، ما دام أنه غريب، وفيه ذلك الراوي الضعيف، وأما إعلال الذهبي إياه بعبد السلام أيضا، فهو باعتبار هذه الطريق، وقد وجدت له متابعا عند الحاكم (١/٤٤٦) من طريق أبي قلابة
عبد الملك بن محمد: حدثنا ابن عاصم: حدثنا عثمان بن سعد به، وقال الحافظ عقبه: صحيح على شرط البخاري، ورده الذهبي بقوله: