" التلخيص " الصنعاني فقال في " سبل السلام "(١/٧٠) :
ولم يذكر في " التلخيص " أنه أخرجه مسلم، ولا رأيناه في مسلم!
وأخرجه أبو داود أيضا من طريق أبي الطاهر، وأبو عوانة في " صحيحه "(١/٢٤٩) وأحمد (٤/٤١) من طريقين آخرين عن ابن وهب به.
وتابعه حجاج بن إبراهيم الأزرق عن عمرو بن الحارث عند أبي عوانة.
وتابعه ابن لهيعة عن حبان بن واسع عند أحمد (٤/٣٩ و٤٠ ـ ٤٢) .
وابن لهيعة صحيح الحديث إذا كان من رواية أحد العبادلة عنه، وهذا منها، فإن عبد الله بن المبارك ممن رووه عنه.
وجملة القول أن حديث عبد الله بن زيد هذا قد رواه ثلاثة من الثقات عن عمرو بن الحارث:
أ - حرملة.
ب - ابن وهب.
ج - حجاج الأزرق.
وثلاثتهم قالوا في روايتهم عنه:" ومسح رأسه بماء غير فضل يديه "، إلا في بعض الروايات عن الأول فقال:" فأخذ لأذنيه ماء خلاف الماء الذي أخذ لرأسه ".
فهذا الاختلاف إما أن يكون من الرواة أنفسهم أومن حرملة ذاته، وأيهما كان، فالرواية التي وافق فيها الثقات أولى بالترجيح والقبول من التي خالفهم فيها، لا سيما وقد تأيدت برواية ابن لهيعة المذكورة، فهذا كأنه يؤيد ما ذهب إليه
الحافظ أن حديث " أخذ ماء جديدا للأذنين " غير محفوظ، ويرد قول النووي أنه حديث حسن، وقد كنت وقعت في خطأ أفحش منه؛ فقلت في " سلسلة الأحاديث الصحيحة "(الطبعة الأولى) عند الكلام على الحديث (٣٦) : وهو حديث صحيح كما بينته في " صحيح سنن أبي داود "(رقم ١١١) .
والذي بينت صحته هناك إنما هو لفظ مسلم:" ومسح رأسه بماء غير فضل يده ".
لذلك فإني أهتبل هذه الفرصة وأعلن أنه خطأ مني رجعت عنه فمن كان وقف عليه فليصححه، وأستغفر الله من كل خطأ وذنب.