قولاً بحقيقته وصحته، ومن غير استثناء منه شيئاً من الأشياء أنه تقدم خلقُ الله إياه
خلقَ القلم، بل عمَّ بقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن أول شيء خلق الله القلم" كل شيء، أن القلم
مخلوق قبله من غير استثناء من ذلك عرشاً ولا ماءً، ولا شيئاً غير ذلك، فالرواية
التي رويناها عن أبي ظبيان وأبي الضحى عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ أولى بالصحة عن ابن
عباس من خبر مجاهد عنه الذي رواه عنه أبو هاشم، إذا كان أبو هاشم قد اختلف
في رواية ذلك عنه شعبة وسفيان على ما ذكرت من اختلافها فيها".
وإني لأحمد الله تعالى أن هذا الكلام من هذا الإمام موافق تماماً لما كنت
ذكرته في فوائد حديث ابن عباس هذا في المصدر المذكور آنفاً "الصحيحة"، أن
فيه رداً على من يقول بأن العرش هو أول مخلوق، ولم أكن يومئذ قد وقفت عليه.
فالحمد لله على توفيقه، وأسأله المزيد من فضله.
٦٣١٠ - (مَنْ بدأَ أخاه بالسلامِ، كَتَبَ اللهُ له عَشْرَ حَسَناتٍ، ومَنْ
دعا له بظَهْرِ الغَيْبِ،كتب الله له عشر حسنات) .
ضعيف.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصفهان" (١/١٢٩) ، وعنه ابن عساكر
في "تاريخ دمشق" (٢/١١٢) ، والشجري في "الأمالي" (١/٢٣٦) من طريقين عن
سويد بن عبد العزيز: ثنا نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس ... مرفوعاً، قال
أنس:
إن كانت الشجرة لتفرق بيننا في السفر فنتلاقى بالسلام.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، سويد بن عبد العزيز ونوح بن ذكوان ضعيفان -
كما في "التقريب" -، وقال ابن حبان في ابن ذكوان هذا (٣/٤٧) :