وأقول: عثمان هذا ليس هو الوقاصي. بل هو الحراني المعروف بالطرائفي، فإنه هو الذي يروي عن عنبسة بن سعيد القرشي وعنه بقية بن الوليد، وهو من أقرانه كما في " تهذيب الحافظ المزي "، وإذا عرف هذا، فالتوثيق الذي ذكره الهيثمي له وجه، لولا أن الطرائفي قد ضعف، لكن بسبب لا ينافي صدقه كما يستفاد من ترجمته في " التهذيب " وغيره، وقد لخصها الحافظ في " التقريب " بقوله: " صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضعف بسبب ذلك، حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين ". وعنبسة بن سعيد هو القرشي، كما هو صريح رواية أبي يعلى وهو ثقة، وتوهم الشيخ أنه القطان الواسطي، فضعفه، فالعلة عنعنة بقية ومكحول أيضا.
ومما يؤكد أن عثمان هذا ليس هو الوقاصي، أنه لا يروي عن مكحول إلا بواسطة عنبسة هذا، والوقاصي يروي عن مكحول مباشرة كما في " الضعفاء " لابن حبان وغيره.
١٦٠٢ - " لا تذهب الدنيا حتى يستغني النساء بالنساء، والرجال بالرجال، والسحاق زنا النساء فيما بينهن ".
ضعيف جدا.
أخرجه تمام في " الفوائد "(١٨٤ / ٢) وأبو القاسم الهمداني في " الفوائد "(١ / ٢٠٧ / ١) وابن عساكر في " التاريخ "(٣ / ١٤٢ / ٢) من طريق أيوب ابن مدرك عن مكحول عن واثلة بن الأسقع مرفوعا به.
قلت: وأيوب هذا متفق على تضعيفه، بل قال ابن معين:" كذاب ". وقال أبو حاتم والنسائي:" متروك ". وقال ابن حبان:" روى عن مكحول نسخة موضوعة ".