وما أحسن وأجمل جواب النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حدث أصحابه بقوله:
"ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة". فقالوا: أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟! فقال - صلى الله عليه وسلم -:
"اعملوا؛ فكل ميسر لما خلق له: أما من كان من أهل السعادة؛ فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة؛ فييسر لعمل أهل الشقاوة". ثم قرأ:(فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى) ، إلى قوله:(فسنيسره للعسرى) . أخرجه الشيخان.
وجملة القول: أن الله تبارك وتعالى جعل لكل شيء سبباً، فالعمل الصالح سبب لدخول الجنة، والعمل السيىء لدخول النار، فكذلك جعل بعض الأخلاق الصالحة سبباً لطول العمر. فكما أنه لا منافاة بين العمل وما كتب لصاحبه عند ربه؛ فكذلك لا منافاة بين الأخلاق الصالحة وما كتب لصاحبها عند ربه، بل كل ميسر لما خلق له.
وأنت إذا تأملت هذا؛ نجوت من الاضطراب الذي خاض فيه كثير من العلماء؛ مما لا يكاد الباحث يخلص منه بنتيجة ظاهرة سوى قيل وقال، والأمر واضح على ما شرحنا والحمد لله، وإن شئت أن تقف على كلماتهم في ذلك؛ فراجع "روح المعاني" للعلامة الآلوسي (٧/ ١٦٩-١٧٠) .
٥٣٢٤ - (من قرأ: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) ؛ عدلت بربع القرآن ... ) .
موضوع
رواه ابن نصر في "قيام الليل"(ص ١١٣ - الأثرية) من طريق