" ورواه البغوي في " شرح السنة " بسند فيه مقال، ورمز المصنف لحسنه "!
ثم إنني أخشى أن يكون في عزوالمناوي إياه للبغوي شيء من الوهم، أوالتساهل،
فقد روى البغوي حديثا آخر مطولا فيه الشطر الأول من هذا، من حديث عثمان بن
مظعون، لا من رواية ابن عباس، وهو الذي في إسناده مقال كما كنت نقلته في
تعليقي على " المشكاة " (٧٢٤) .
وأقول الآن بعد أن تم طبع كتاب البغوي: " شرح السنة "، فإنه أورده (٢/٣٧٠)
من طريق رشدين بن سعد: حدثني ابن أنعم عن سعد بن مسعود أن عثمان بن مظعون أتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ائذن لنا في الاختصاء، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
" ليس منا من خصى ولا اختصى، إن اختصاء أمتي الصيام.. " الحديث فهذا الإسناد
فيه علتان:
الأولى: الإرسال، فإن سعد بن مسعود تابعي لم يدرك القصة ولم يسندها كما هو
ظاهر، وقد خفيت هذه العلة على المعلق على " الشرح " فلم يتعرض لها بذكر.
والثانية: ضعف رشدين وابن أنعم؛ واسمه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وقد
سبق تضعيفهما أكثر من مرة.
ومع ضعف إسناده فليس فيه الشطر الثاني من الحديث كما رأيت.
ومن هذا التخريج والتحقيق يتبين أن المناوي أخطأ مرتين:
الأولى: أنه عزا حديث الترجمة للبغوي، والذي عنده حديث آخر متنا ومخرجا.
والأخرى: أنه أقر السيوطي على رمزه - كما قال - له بالحسن، وكان اللائق به
أن يتعقبه بأن فيه ذاك الكذاب الوضاع. على أنه لم يكتف بالإقرار المذكور، بل
صرح في " التيسير " بأن إسناد الطبراني حسن! وقلده الغماري كما سبق في
المقدمة (٢٢ - ٢٣) !
١٣١٥ - " من سبح الله مائة بالغداة، ومائة بالعشي، كان كمن حج مائة مرة، ومن
حمد الله مائة بالغداة، ومائة بالعشي، كان كمن حمل على مائة فرس في
سبيل الله، أوقال: غزا مائة غزوة، ومن هلل الله مائة بالغداة ومائة