وإنما عنيت هنا عناية خاصة لبيان ضعف الحديث بهذا اللفظ لشهرته عند علماء اللغة والأدب، ولقول الحافظ ابن حجر في " التلخيص ":
" هذه لغة لبعض أهل اليمن، يجعلون لام التعريف ميما، ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خاطب بها هذا الأشعري (يعني: كعب بن عاصم) كذلك لأنها لغته، ويحتمل أن يكون الأشعري هذا نطق بها على ما ألف من لغته، فحملها الراوي عنه، وأداها باللفظ الذي سمعها به. وهذا الثاني أوجه عندي. والله أعلم ".
فأقول: إن إيراد الحافظ رحمه الله تعالى هذين الاحتمالين قد يشعر القارىء لكلامه أن الرواية ثبتت بهذا اللفظ عن الأشعري، وإنما تردد في كونه من النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، أومن الأشعري، ورجح الثاني. وهذا الترجيح لا داعي إليه، بعد أن أثبتنا أنه وهم من معمر، فلم يتكلم به النبي صلى الله عليه وسلم ولا الأشعري، بل ولا صفوان بن عبد الله، ولا الزهري. فليعلم هذا فإنه عزيز نفيس إن شاء الله تعالى.
١١٣١ - " لوكان هذا في غير هذا لكان خيرا لك ".
ضعيف.
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير "(١/٢/٢٣٨) والحاكم (٤/١٢١ - ١٢٢) وأحمد (٣/٤٧١ و٤/٣٣٩) والطبراني في " الكبير "(١/١٠٠/٢) والبيهقي في " الشعب "(٢/١٦١/٢ - ١٦٢/١) من طريق شعبة قال: سمعت أبا إسرائيل قال: سمعت جعدة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ورأى رجلا سمينا، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يومئ إلى بطنه بيده ويقول: فذكره. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.
وقال المنذري (٣/١٢٣) :
" رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد جيد والحاكم والبيهقي ".
وكذا قال الحافظ العراقي في " المغني "(٣/٨٨ الطبعة التجارية) ، إلا أنه ذكر أحمد بدل ابن أبي الدنيا، ولم يذكر الطبراني، ولم أره في " كتاب الجوع " لابن أبي الدنيا. وقال الهيثمي (٥/٣١) :