فنصحته، وكشفت له عن الحقيقة، وهددته بالحرق إن لم يرجع
عن هذه الدعوى الفارغة! فلم يتراجع، فقمت إليه وقربت النار من عمامته مهددا
، فلما أصر أحرقتها عليه، وهو ينظر! ثم أطفأتها خشية أن يحترق هو من تحتها
معاندا. وظني أن جندبا رضي الله عنه، لورأى هؤلاء لقتلهم بسيفه كما فعل
بذلك الساحر " ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ".
١٤٤٧ - " من خلال المنافق: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. ولكن
المنافق إذا حدث وهو يحدث نفسه أنه يكذب، وإذا وعد وهو يحدث نفسه أنه يكذب
(لعله: يخلف) ، وإذا ائتمن وهو يحدث نفسه أنه يخون ".
منكر بهذا التمام
أخرجه الطبراني في " الكبير " (٦١٨٦) من طريق مهران بن أبي عمر: حدثنا علي
ابن عبد الأعلى عن أبي النعمان: حدثني أبو الوقاص: حدثني سلمان الفارسي
قال:
" دخل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذكر الشطر الأول منه) فخرجا من عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما ثقيلان، فلقيتهما، فقلت: ما لي أراكما
ثقيلين؟ قالا: حديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فذكره)
قال: أفلا سألتماه؟ قالا: هبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: لكني
سأسأله. فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: لقيني أبو بكر وعمر،
وهما ثقيلان. ثم ذكرت ما قالا. فقال: قد حدثتهما، ولم أضعه على الموضع
الذي يضعانه، ولكن المنافق.. " الحديث.
قلت: وإسناده ضعيف، أبو النعمان وأبو وقاص كلاهما مجهول كما قال الترمذي ثم
الذهبي، ثم العسقلاني. فقول هذا في " الفتح ":
" وإسناده لا بأس به، ليس فيهم من أجمع على تركه ".
أقول: يكفي في ضعف السند أن يكون فيه مجهول واحد فكيف وهما مجهولان؟ ! فلعل
الحافظ نسي أولم يستحضر الجهالة التي اعترف بها في " التقريب "،