وأما تحسين الترمذي للحديث فإنما هو باعتبار الفقرة الأولى منه، فإن لها شاهدا من حديث عبد الله بن الزبير مرفوعا، والترمذي إنما أورده في " باب ما جاء في إعلان النكاح ". وأما الجملة التي بعدها فإني لم أجد لها شاهدا فهي لذلك منكرة. وقد خرجت شواهد الفقرة الأولى في " آداب الزفاف "(ص ٩٧) و" إرواء الغليل "(٢٠٥٣) .
٩٧٩ - " من أدى إلى أمتي حديث يقيم به سنة، أو يثلم به بدعة، فله الجنة ".
موضوع.
رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء "(١٠ / ٤٤) والخطيب في " شرف أصحاب الحديث "(٢ / ٥٧ / ١) وكذا ابن شاذان في " المشيخة الصغيرة "(رقم ٤٦ من نسختي) وأبو القاسم القشيري في " الأربعين "(ق ١٥٠ - ١٥١) والسلفي في " أربعينه "(١٠ / ٢) وعنه ابن عساكر في " أربعين السلفي "(٩ / ٢) وابن البناء في " الرد على المبتدعة "(٢ / ٢) وعفيف الدين في " فضل العلم "(ق ١٢٤ - ١٢٥) ومحمد بن طولون في " الأربعين "(١٤ / ١) من طريق عبد الرحيم بن حبيب والعلاء بن مسلمة بعضهم عن الأول، وأكثرهم عن الآخر كلاهما عن إسماعيل بن يحيى التيمي عن سفيان الثوري عن ليث عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد موضوع آفته إسماعيل هذا، قال الذهبي:" حدث عن ابن جريج ومسعر بالأباطيل، قال صالح جزرة: كان يضع الحديث، وقال الأزدي ركن من أركان الكذب لا تحل الرواية عنه، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه بواطيل. وقال أبو علي النيسابوري والدارقطني والحاكم: كذاب ".
قلت: وقد تلقاه عنه كذابان مثله! أحدهما العلاء بن مسلمة، قال ابن حبان (٢ / ١٧٤) : " يروي الموضوعات عن الثقات " وقال ابن طاهر: " كان يضع الحديث ".
والآخر عبد الرحيم بن حبيب، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان (٢ / ١٥٤) : " كان يضع الحديث على الثقات وضعا، لعله وضع أكثر من خمسمائة حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم ". وقال أبو نعيم الأصبهاني:" روى عن ابن عيينة وبقية الموضوعات ". والحديث مما سود به السيوطي كتابه " الجامع الصغير "! وعزاه لحلية أبي نعيم فقط! وتعقبه المناوي في " فيض القدير " بقوله: " وفيه عبد الرحيم (الأصل عبد الرحمن وهو خطأ) بن حبيب أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال: " متهم بالوضع "، وإسماعيل بن يحيى التيمي قال - أعني الذهبي - كذاب يضع ".