ثم وجدت لحديث الترجمة طريقاً أخرى ببعضه اختصار، فقال ابن أبي شيبة في " المصنف "(١٣/ ١٦٢/ ٥٩٩٦ ١) : حدثنا محمد بن بشر عن هارون بن أبي إبراهيم عن أبي نصر (كذا) قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول:
كنا يوماً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيناه كئيباً، فقال بعضهم: يا رسول الله! بأبي وأمي ما لي أراك هكذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" سمعت هدة لم أسمع مثلها، فأتاني جبريل، فسألته عنها؟ فقال: هذا صخر قذف به في النار منذ سبعين خريفاً؛ فاليوم استقر قراره ".
فقال أبو سعيد: والذي ذهب بنفس نبينا صلى الله عليه وسلم ما رأيته ضاحكاً بعد ذلك اليوم حتى واراه التراب.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير (أبي نصر) ، فلم أعرفه، ومن المحتمل أنه:(أبو نضرة) .. وهو:(العبدي) .. واسمه:(المنذر بن مالك بن قطعة) ، وهو ثقة معروف بالرواية عن أبي سعيد، ولكني لم أر من ذكره في شيوخ (هارون بن أبي إبراهيم) ، وهو ثقة أيضاً مترجم في " التهذيب " وغيره. والله أعلم.