قلت: وهذا أصح من الأول، رجاله ثقات، ولكنه منقطع من الوجهين؛ فإن
إسماعيل بن أبي حكيم؛ ثقة من السادسة عند الحافظ؛ فهو تابع تابعي، وفاطمة
بنت حسين؛ فهي تابعية لم تدرك خديجة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وقد أشار شيخ الإسلام
ابن تيمية إلى ضعف الحديث في رسالته "لباس المرأة في الصلاة" (ص ٣٢ -
الطبعة الخامسة) و (ص ... الطبعة الجديدة) .
٦٠٩٨ - (جَنَّبوا صُنَّاعَكم عن مساجِدِكُم) .
موضوع.
أخرجه ابن عدي في "الكامل " (٦/٢٦٣ - الطبعة الثالثة)
والديلمي في "مسنده " (٢/٣٨/٢) من طريق محمد بن مجيب: ثنا جعفر بن
محمد عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال:
صليت العصر مع عثمان بن عفان أمير المؤمنين، فرأى خياطاً في ناحية المسجد؛
فأمر بإخراجه، فقيل له: يا أمير المؤمنين! إنه يكنس المسجد، ويغلق الأبواب،
ويرشه أحياناً، قال عثمان: إني سمعت رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن يقول: ... فذكره.
قلت: وهذا موضوع؛ آفته محمد بن مجيب هذا، وهو ثقفي كوفي، وفي
ترجمته أورده ابن عدي، وروى عن ابن معين أنه قال فيه:
"كذاب ". وقال في موضع آخر:
"كان كذاباً عدوَّ الله ".
وقال ابن عدي عقب الحديث:
"ليس له كثير حديث، ويحدث عن جعفر بن محمد بأشياء غير محفوظة؛
وهذا الحديث منها".