الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الكريم، وعلى آله وأصحابه الغُز الميامين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم للدين، " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ".
أما بعد، فهذا هو المجلد السادس من "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة"، وسيليها قريباً إن شاء الله المجلد السابع، وكنا قد استلمنا أصولهما من الوالد الكريم منذ ثلاث سنوات تقريبا، وهيأنا له تجربة من كل منهما ليطلع عليهما ويراجعهما ويبدي ملاحظاته الأخيرة، كدأبه في كل مؤلفاته التي تأخذ طريقها نحو للطبع، وكان الوالد أثناءها منكبا بهمة وجلَد عجيبين على المراجعة الأخيرة لـ " صحيح الترغيب وللترهيب " و " ضعيفه "- حتى أًتمهما والحمد لله- ثم فاجأه المرض، ونال منه ما نال، واستمر به بين شدّة واستقرار، وكان- شفاه الله وقواه، ومتعنا به ومتعه بقواه- يستغل كل وقت يجد في نفسه شيئاً من قوة لينصرف إلى متابعة عمله في التحقيق والتأليف، وكنت آنست منه فترة طيبة من نشاط وهمة، فعرضت عليه أن يطلع على المئة الأولى من هذا المجلد قدر استطاعته، ولو كان يسيراً، فقام- والحمد لله- بمراجعتها كما يفعل دائماً ودائماً في مَدد لا ينتهي مهما قدمنا له من تجارب متتابعة، ومدّه الله بتوفيقه، وبارك له في وقته، فأضاف عليها إضافات هامة، وهكذا ... كلما أنهى مئة أعطيته التالية حتى أتم هذا المجلد، ثم بدأ بالمجلد للسابع حتى وقف عند بداية المئة للرابعة، ولا زلت أنتظر فرصة ليُتمَه كاملا- إن شاء الله- وقد رافق ذلك الجهد فترات من ضعف وقوة، كنا بين مشفقين عليه داعين له بالشفاء والعافية، وبين مغتبطين لعمله وممارسته له؛ لعلمنا بشغفه به وإخلاصه له.
ئم زاده المرض وهناً- جعله الله طهوراً- فانقطع فترة، رغم أنه ما فَتِىء يحاول الاستفادة من أي سانحة يجد فيها بعض النشاط- حتى لو كانت خمس دقائق، لا بل حتى لو كانت جملة أو كلمة كان قد وقف عندها، فيجلس ليتمها- متحاملاً على ضعفه وأوجاعه ...