دخلت أنا وأبي وإمام الحي على أنس بن مالك، فقالوا له: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفعنا الله به: قال: مات رجل فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا يا رسول الله أتصلي عليه؟ فقال: هل عليه دين؟ الحديث. دون قوله:" ولا تصعد روحه.... " وزاد " حتى يبعثه الله يوم القيامة فيحاسبه ".
وقد تابعه على إسقاطه عبيد الله بن موسى إلا أنه قلب اسم عيسى بن صدقة فقال: عن صدقة بن عيسى قال: سمعت أنسا يقول: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل يصلي عليه، فقال: عليه دين؟ قالوا: نعم، قال:" إن ضمنتم دينه صليت عليه ". أخرجه البيهقي، فهذا يرجح رواية إسقاط عبد الحميد من الإسناد لاتفاق ثقتين عليه، وتنحصر علة الحديث في عيسى بن صدقة هذا، وهو الصحيح في اسمه كما قال أبو حاتم والذهبي وغيرهما، وقول عبيد الله فيه:" صدقة بن عيسى " خطأ انقلب عليه، والله أعلم.
والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير "(٢ / ١٩٨ / ١) للباوردي والبيهقي. وسقط (البيهقي) من " كنز العمال "(٣ / ٢٣٥) . والله أعلم. واعلم أن في ضمان الدين عن الميت أحاديث صحيحة في البخاري والسنن وغيرها وكذلك في ترك الصلاة على من عليه دين وعلى الغال.
وإنما حملني على تخريج هذا وبيان ضعفه أنني رأيت ابن الجوزي جزم بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه " صيد الخاطر "(ص ٣٥٠) ! .
٨٨٥ - " لا تمنوا الموت، فإن هو ل المطلع شديد، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد، ويرزقه الله الإنابة ".
ضعيف.
رواه أحمد (٣ / ٣٣٢) عن الحارث بن يزيد (وفي رواية: الحارث بن أبي يزيد) قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد فيه ضعف، الحارث هذا لم يوثقه غير ابن حبان، وقد اضطرب في اسمه على الوجهين المذكورين، وثمة وجه ثالث فقيل فيه " سلمة بن أبي يزيد " بدل " الحارث "، قال البخاري:" ولا يصح ". فالسند ضعيف عندي، وأما المنذري فقال (٤ / ١٣٦) : " رواه أحمد بإسناد حسن، والبيهقي ".