قلت: وكأنه قال ذلك بناء على القاعدة المعروفة أن ما تفرد به الديلمي فهو ضعيف. وإلا لو وقف على سنده، وعرف شدة ضعف روايه لم يقل ذلك إن شاء الله تعالى. ويؤيد أنه لم يقف عليه، أن السيوطي ذكره بعده من رواية المرهبي عن يحيى بن أبي كثير مرسلا بزيادة " وأفضل العبادة الدعاء " فقال المناوي عقبه:
" وأردف المسند بهذا المرسل إشارة إلى تقويته به ".
قلت: وأنت ترى أن المسند هو من طريق يحيى بن أبي كثير، غاية ما في الأمر أن بعضهم أرسله خلافا للهيثم الذي وصله، ففي هذه الحالة لا يجوز تقوية الموصول بالمرسل، لأنه من قبيل تقوية الضعيف بنفسه، ومثل هذا لا يخفى على المناوي، ولكنه لم يقف على إسناد الموصول كما ذكرنا، فوقع في مثل هذا الخطأ، والمعصوم من عصمه الله.
ثم رأيت الحديث قد أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد "(٨/٩٠/٢) عن الهيثم بن جماز به مرسلا لم يذكر أبا هريرة، وفيه الزيادة.
٢٨١٥ - (اعبد الله لايشرك به شيئا، وزل مع الحق حيث زال، واقبل الحق ممن جاء به ضغير أو كبير، وإن كان بغيضا بعيد، واردد الباطل ممن جاء به صغير أو كبير، وإن كان حبيبا قريبا) .
موضوع
رواه الديلمي (١/١/٥٣) من طريق عبد القدوس بن حبيب: حدثني مجاهد عن عبد الله بن مسعود قال:
" قلت: يا رسول الله! (وفي نسخة الحافظ: للنبي صلى الله عليه وسلم) علمني كلمات جوامع موانع، فقال: ... " فذكره.