ومن الأحاديث التي ينبغي تخريجها وبيان الحق فيها - مما تعرض له الشيخ الشاه جهانبوري في رسالته (٣/ ٢٤) بكلام يباين أصول علماء الحديث ومصطلحهم - الحديث التالي:
٥٢٠١ - (من جاء منكم الجمعة؛ فليغتسل. فلما كان الشتاء قلنا: يا رسول الله! أمرتنا بالغسل للجمعة، وقد جاء الشتاء ونحن نجد البرد؟ فقال: من اغتسل فبها ونعمت، ومن لم يغتسل؛ فلا حرج) .
موضوع بهذا التمام
أخرجه ابن عدي في "الكامل"(ق ٣٢٤/ ١) عن الفضل بن المختار عن أبان عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، في ترجمة الفضل هذا، وقال:
"عامة حديثه مما لا يتابع عليه؛ إما إسناداً وإما متناً".
قلت: وقال فيه أبو حاتم:
"أحاديثه منكرة، يحدث بالأباطيل".
قلت: وهو راوي حديث المجرة الموضوع، وقد مضى برقم (٢٨٤) .
لكن أبان - وهو ابن أبي عياش - ليس خيراً منه، بل لعله شر منه؛ فقد اتفقوا على تركه. وقال شعبة:
"لأن يزني الرجل خير من أن يروي عن أبان". وقال فيه أحمد:
"كذاب".
قلت: فهو أو الراوي عنه آفة هذا الحديث، وقد لفقه من حديثين صحيحين، محرفاً لأحدهما: