مستند في ذلك إلى عالم بهذا الفن حتى ولا إلى ابن كثير نفسه
، ولا مجال الآن لضرب الأمثلة، وقد مر شيء منها، ثم إني أذكر أنني خرجت
مثالا واحدا منها صححه بجهل بالغ، وفي إسناده عند ابن كثير من قال فيه ابن
معين: كذاب يضع الحديث، وسيأتي هذا الحديث برقم (٥٦٥٥) بإذن الله تعالى.
كتبت هذا نصحا للقراء وتحذيرا، والله المستعان من المتاجرين بادعاء العلم في
آخر الزمان.
١٣٠٦ - " يا جبريل مالي أراك متغير اللون؟ فقال: ما جئتك حتى أمر الله عز وجل
بمفاتيح النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل صف لي النار،
وانعت لي جهنم، فقال جبريل: إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها
ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأوقد
عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة، لا يضيء شررها، ولا يطفأ لهبها
، والذي بعثك بالحق لوأن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء والأرض لمات من
في الأرض جميعا من حره، والذي بعثك بالحق لوأن خازنا من خزنة جهنم برز إلى
أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه،
والذي بعثك بالحق لوأن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه
وضعت على جبال الدنيا لا رفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي فأموت قال: فنظر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي، فقال: تبكي يا جبريل؟
وأنت من الله بالمكان الذي أنت به! قال: ومالي لا أبكي؟ أنا أحق بالبكاء
لعلي أن أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها، وما أدري لعلي أبتلى
بمثل ما ابتلي به إبليس، فقد كان من