ثم وقفت على طريق رابع للحديث ليس فيه الورق المعلق وسوف يأتي بلفظ:" يا أيها الناس من أعجب الخلق ... ". وإنما يصح من هذا الحديث والذي قبله بعضه، وهو في حديث أبي جمعة رضي الله عنه قال: تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال: يا رسول الله أحد منا خير منا؟ أسلمنا وجاهدنا معك، قال: نعم قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني. رواه الدارمي (٢ / ٣٠٨) وأحمد (٤ / ١٠٦)
والحاكم (٤ / ٨٥) وصححه ووافقه الذهبي. وأقول: إسناد الدارمي وأحد إسنادي أحمد صحيح إن شاء الله تعالى. وقد عزاه لهؤلاء الثلاثة السيوطي في " تدريب الراوي "(ص ١٥٠) بلفظ آخر، وهو سهو منه رحمه الله.
٦٥٠ - " أحبوا قريشا، فإنه من أحبهم أحبه الله تعالى ".
ضعيف جدا.
رواه الحسن بن عرفة في " جزئه "(١٠٧ / ١) : حدثنا عيسى بن مرحوم بن عبد العزيز العطار: حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل الساعدي عن أبيه عن جده مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا. علته عبد المهيمن هذا، قال البخاري وأبو حاتم:" منكر الحديث ".
وقال النسائي (٢ / ١٤١) : " ليس بثقة " وفي موضع آخر: " متروك الحديث ". وقال ابن حبان (٢ / ١٤١) : " ينفرد عن أبيه بأشياء مناكير لا يتابع عليه من كثرة وهمه، فلما فحش ذلك في روايته بطل الاحتجاج به ". ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الكبير " والبيهقي في " الشعب " كما في " فيض القدير ".