وألفاظهم، ولم يوثقه أحد منهم غير ابن حبان، ولا يخفى على أهل العلم أنه لا قيمة لتوثيقه إذا تفرد؛ فكيف إذا خالف؟ !
فإن قيل: فقد أخرج له الشيخان.
فنقول: نعم، وقد خالفهما الأئمة المذكورون، فلعل إخراجهما اختياراً منهما لبعض أحاديثه أو استئهادا ومتابعة، وقد صرح الحافظ بشيء من هذا في خصوص البخاري؛ فقال في " مقدمة فتح الباري "(ص ٤٣٥) :
" ليس له في البخاري سوى أحاديث توبع عليها. . . ". ثم ذكرها.
وبناء على ما تقدم أخرجتُ الحديثَ من " الصحيحة " إلى " الضعيفة "؛ لأنني لم أجد ما يشهد له. والله أعلم.
رواه أبو داود (١ / ٢٧٣) ، وابن خزيمة (٢٥٤ / ١) ، والحاكم (١ / ٤٤٢) ، وابن عساكر (١٦ / ٧٤ / ١) عن سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال الحاكم:
" صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي. وقال ابن خزيمة:
" الميل اثنا عشر ميلا بالهاشمي ".
ثم تبينت أن الحديث بلفظ " بريداً " شاذ، والمحفوظ بلفظ:
". . . يوم وليلة. . . "؛ كما هو مبين في " ضعيف أبي داود "(٣٠٤) ، " وصحيح أبي داود "(١٥١٦ - ١٥١٨) .