تفرد بروايته - هكذا - الخطابي في "معالم السنن"(٢/ ١٣٨) من طريق الدبري عن عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن منصور عن طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.
قلت: وهو إسناد ضعيف، ومتن منكر مقلوب، ولولا أن الخطابي - عفا الله عنا وعنه - أورده مصححاً إياه، ومحتجاً به على أن اللفظ الذي في "سنن أبي داود" وغيره من طريق الأعمش عن طلحة بلفظ:
"زينوا القرآن بأصواتكم"، مقلوب عنده (١) ! لولا ذلك لما تكلفت مؤنة الرد عليه، وبيان خطأ ما ذهب إليه رواية ومعنى.
أما الرواية: فالرد عليه من وجوه:
الأول: أن الإسناد الذي ساقه لا تقوم به حجة؛ لأنه من رواية الدبري عن عبد الرزاق؛ فإن الدبري - مع أنه قد تكلم بعضهم فيه؛ فإنه - ممن سمع من عبد الرزاق بعد اختلاطه؛ قال ابن الصلاح:
"وجدت فيما روى الطبراني عن الدبري عنه أحاديث استنكرتها جداً، فأحلت أمرها على ذلك".
الثاني: أنه خالفه الإمام الحجة، الإمام أحمد - إسناداً ومتناً -؛ فقال في "مسنده"(٤/ ٢٩٦) : حدثنا عبد الرزاق: أنبأنا سفيان عن منصور والأعمش عن طلحة بلفظ أبي داود.
(١) وأقره على ذلك السندي في حاشيته على " السندي " (١ / ١٥٧) !