قلت: وهذه غفلة شديدة؛ لأن الروايتين اللتين يشير إليهما هما باللفظين المذكورين، ودون تلك الزيادة، فكيف يصح تقوية الإسناد الخالف متنه لمتن الثقات؟!
بل العكس هو الصواب، وهو أن تجعل اللفظين شاهداً على ضعف هذا المتن وبطلانه؛ كما لا يخفى على من مارس هذا العلم الشريف.
٦٦٤٣ - (غَمْسُهُ يَدَهُ فِي الْعَدُوّ حَاسِرًا. قاله صلى الله عليه وسلم لمن قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا يُضْحِكُ الرّبّ مِنْ عَبْدِهِ؟؛) .
منكر.
أخرجه ابن إسحاق في " السيرة " (٢/ ٢٦٨) : حدثني عاصم بن عمر بن قتادة:
أن عوف بن الحارث - وهو: ابن عفراء - قال: يا رسول الله! ما يضحك.. إلخ، فنزع درعاً كانت عليه فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل حتى قتل، رحمه الله.
ورواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (٥/ ٣٣٨) : حدثنا يزيد بن هارون: أنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: قال معاذ بن عفراء..
كذا قال (معاذ بن عفراء) ، وهو خطأ، والظاهر أنه سقط منه: " الحارث، وهو أخو ... ".
وأخرجه أبو نعيم في " المعرفة " (٢/ ١٢٩/ ١) من طريق إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق به معنعناً مثل رواية " السيرة ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، وفيه علتان، إحداهما ظاهرة وهي الإرسال؛ فإن (عاصم بن عمر) تابعي لم يدرك القصة، فالله أعلم بمن أخبره بها.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute