إذا عرفت هذا يتبين لك تهو ر الشيخ نسيب الرفاعي بإقدامه على تصحيح هذا الحديث
بإيراده إياه في " مختصر تفسير ابن كثير " وقد التزم في مقدمته أن لا يورد فيه
إلا الصحيح أوالحسن أحيانا! بل أقول: حتى ولولم يلتزم ذلك لم يجز له أن
يورده إلا ببيان ضعفه الذي ذكره ابن كثير نفسه بقوله (٢/٣٦٤) :
" رواه أبو داود من حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وفيه ضعف ".
والحق - والحق أقول - لقد كان موقف ابن بلده الصابوني تجاه هذا الحديث خيرا
من الرفاعي، فإنه لم يورده في " مختصره " وإن كنت لا أدري إذا كان ذلك منه
وقوفا مع تضعيف ابن كثير ووفاءا بشرطه، أم بدافع الاختصار فقط؟
وقد مضى حديث آخر لعبد الرحمن هذا برقم (٣٥) هو جزء من القصة المشار إليها آنفا.
١٣٢١ - " لأن يتصدق الرجل في حياته بدرهم خير له من أن يتصدق بمائة عند موته ".
ضعيف
رواه أبو داود (٢٨٦٦) وابن حبان (٨٢١) والمخلص في " الفوائد المنتقاة " (١٩٨/١ - ٢) والضياء في " المختارة " (١٠/٩٨/٢) عن ابن أبي فديك: أنبأ ابن
أبي ذئب عن شرحبيل عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف رجاله كلهم ثقات غير شرحبيل وهو ابن سعد أبو سعد
المدني، وهو ضعيف، يكاد يكون من المجمع على ضعفه، وقد اتهمه بعضهم، وقال
الحافظ في " التقريب ":
" صدوق اختلط بآخره ". ومنه تعلم أن قول المناوي:
" ثم قال: أعني ابن حبان: حديث صحيح، وأقره ابن حجر ".
فإنما صدر عن غير تحقيق، فإن ابن حبان ليس من عادته أن يعقب على الأحاديث
بقوله: " حديث صحيح "، ولا نقله الهيثمي في " موارد الظمآن " عقب هذا الحديث
، وإنما أوقعه في هذا الخطأ قول الحافظ في " الفتح " (٥/٣٧٤) في هذا الحديث:
" رواه أبو داود، وصححه ابن حبان ".