الربالي: حدثنا بشر بن إبراهيم: حدثني الحجاج بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. وقال:" لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد تفرد به بشر ".
قلت: وهو الأنصاري المفلوج، قال ابن عدي:" وهو عندي ممن يضع الحديث ".
وقال بن حبان (١ / ١٨٠) : " كان يضع الحديث على الثقات ". قلت: فقول الهيثمي ٢ / ٩٦) : " وهو ضعيف جدا " فيه تساهل ظاهر، وأسوأ منه سكوت الحافظ عنه في " بلوغ المرام "(٢ / ٢٥ - بشرح السبل) مع أنه قال في " التلخيص "(٢ / ٣٧) : " إسناده واه ".
وقد خالفه في إسناده يزيد بن هارون الثقة الحافظ فرواه عن الحجاج بن حسان عن مقاتل بن حيان مرسلا نحوه.
رواه البيهقي (٣ / ١٠٥) . وقد روي من طريق أخرى عن عكرمة عن ابن عباس موصولا به نحوه، وليس فيه الجبذ، بل قال له:" أعد صلاتك ". قلت: وهو بهذا اللفظ صحيح لأن له شواهد كثيرة من حديث وابصة بن معبد وغيره وقد تكلمت عليها وتتبعت طرقها في " إرواء الغليل "(٥٣٤) وللحديث شاهد واه من رواية وابصة بلفظ: " ألا دخلت في الصف، أو جذبت رجلا صلى معك؟! أعد صلاتك ".
٩٢٢ - " ألا دخلت في الصف، أو جذبت رجلا صلى معك؟! أعد صلاتك ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " وأبو الشيخ في " تاريخ أصبهان " وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " من طريق يحيى بن عبدويه: حدثنا قيس بن الربيع عن السدي عن زيد بن وهب عن وابصة بن معبد: " أن رجلا صلى خلف الصف وحده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "، فذكره.
قلت: ولكن إسناده واه جدا، فلا يصلح للشهادة، فإن قيسا ضعيف، وابن عبدويه أشد ضعفا منه، كما بينته في المصدر المشار إليه آنفا، فأغنى عن الإعادة، فإعلال الحافظ إياه بقيس وحده قصور.
وأفاد أن الطبراني أخرجه أيضا في " الأوسط " فرفعه السري بن إسماعيل وهو متروك، وأما الهيثمي فعزاه لأبي يعلى من طريق السري هذا وهو في " مسنده "(٢ / ٤٤٥) . (فائدة) : إذا ثبت ضعف الحديث فلا يصح حينئذ القول بمشروعية جذب الرجل من الصف ليصف معه، لأنه تشريع بدون نص صحيح، وهذا لا يجوز، بل الواجب أن ينضم إلى الصف إذا أمكن وإلا صلى وحده، وصلاته صحيحة، لأنه (لا يكلف الله نفس إلا وسعها) ،