أخرجه أحمد (٥/ ١٥٢) : ثنا أبو معاوية: ثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي ذر قال:
كان يسقي على حوض له، فجاء قوم، فقال: أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه؟ فقال رجل: أنا، فجاء الرجل، فأورد عليه الحوض فدقه، وكان أبو ذر قائماً فجلس، ثم اضطجع، فقيل له: يا أبا ذر! لم جلست ثم
اضطجعت؟ قال: فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد ظاهره الصحة؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ لكن له علة خفية لم أر من تنبه لها؛ ولذلك قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء "(٣/ ١٧٤) :
"رواه أحمد بإسناد جيد، وأبو داود، وفيه عنده انقطاع، سقط منه (أبو الأسود) ".
قلت: وهنا تكمن العلة؛ فإن أبا داود أخرجه (٤٧٨٢) ، ومن طريقه البيهقي في " الشعب "(٦/ ٣٠٩/ ٨٢٨٤) ، وكذا البغوي في " شرح السنة "(١٣/١٦٢/ ٣٥٨٤) ، فقال - أعني: أبا داود -: حدثنا أحمد بن حنبل: حدثنا أبو معاوية.
قلت: فذكره دون قوله: " عن أبي الأسود "، فهو منقطع - كما تقدم عن العراقي -؛ لكن الحافظ المزي، وهَّم أبا داود في روايته هذه، فإنه ساق في " تهذيبه "(٣٣/ ٢٣٥) رواية أحمد المتصلة، ثم أشار لرواية أبي داود هذه، وقال: