خامساً وأخيراً: تصحيح الشيخين الحلبيين للحديث في كتابيهما " مختصر تفسير ابن كثير ": محمد علي الصابوني، ومحمد نسيب الرفاعي.
أما الأول: فبإيراده إياه في " مختصره "(٣/ ٣٦١) محذوف السند - خلافاً لأصله - مجزوم النسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:" عن أنس ... "، مع تصريحه في المقدمة أنه لا يذكر فيه إلا ما صح من الحديث. وضغثاً على إبالة، يقول في التعليق عليه:
" أخرجه الإمام أحمد ".
وهذا العزو موجود في أصله؛ فهو ينقله منه ويجعله في التعليق موهماً القراء أنه من تخريجه! وليته على الأقل ذكر موضعه من " مسند أحمد " بالجزء والصفحة؛ إذن لأفاد شيئاً زائداً على ما في الأصل. ولكن حتى هذا هو عاجز عنه فما عسى أن يقول القائل عن هذا المتشبع بما لم يعط!!
وأما الشيخ الرفاعي - وقد توفي إلى رحمة الله ومغفرته -: فقد زاد على الأول بأنه رمز له بـ (صح) في فهرسه الذي وضعه لأحاديث مختصره مرتباً إياه على ترتيب سور القرآن، ذكره تحت (٤٩ - سورة الحجرات) .
٦٩٠٧ - (ليس بين العبد وبين الكفر - أو قال: الشرك - إلا أن يدع صلاة مكتوبة) .
منكر بهذا اللفظ.
أخرجه ابن نصر في " تعظيم قدر الصلاة "(٢/ ٨٧٦/٨٩٠) من طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عمر بن زيد قال: أخبرني أبو الزبير: أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: ... فذكره مرفوعاً.