قلت: وهو إنما يروي عن مالك بواسطة عبد الرزاق، وقد ساق له الدارقطني من هذا الوجه حديثا وقال:
" باطل وضعه أبو عبد الغني على عبد الرزاق ". وكذا رواه ابن عساكر في ترجمته. لكن قد ساق له ابن حبان (١ / ٢٣٥) حدثنا آخر صرح فيه بقوله: " حدثنا مالك ... " فهو من أكاذيبه عليه. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات، لا تحل الرواية عنه بحال ". (تنبيه) : أول الحديث عندهم: " خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ". وإنما لم أورد هذه الزيادة لمجيئها من طرق بعضها صحيح وبعضها حسن، وقد خرجتها في " آداب الزفاف " (ص ١٥١) ، ولأن الحديث اشتهر في العصر الحاضر بدون هذه الزيادة فإفراده عنها أدعى إلى تيسير الوقوف عليه، وقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بتمامه من رواية ابن عساكر وحده عن علي، وهذا على خلاف شرطه في أول الكتاب حيث قال: " وقد صنته عما تفرد به كذاب أو وضاع " فكيف هذا وقد اجتمع فيه كذاب ووضاع معا؟! ومن الغرائب أن المناوي بيض له فلم يتكلم عليه بشيء!
٨٤٦ - " إن الله تعالى فضل المرسلين على المقربين، فلما بلغت السماء السابعة لقيني مالك من نور، على سرير من نور، فسلمت عليه، فرد علي السلام، فأوحى الله إليه: يسلم عليك صفيي ونبيي فلم تقم إليه، وعزتي وجلالي لتقومن فلا تقعدن إلى يوم القيامة ".
موضوع.
رواه الخطيب في " تاريخه " (٣ / ٣٠٦ - ٣٠٧) عن محمد بن مسلمة الواسطي حدثنا يزيد بن هارون: حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ابن عباس مرفوعا.
وقال: " هذا الحديث باطل موضوع، رجال إسناده كلهم ثقات سوى محمد بن مسلمة، رأيت هبة الله بن الحسن الطبري يضعف محمد بن مسلمة، وسمعت الحسن بن محمد الخلال يقول: محمد بن مسلمة ضعيف جدا ". والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (١ / ٢٩٢) من طريق الخطيب، واحتج بكلامه المذكور في وضعه، وأقره الذهبي في " الميزان " وكذا السيوطي في " اللآليء " (١ / ٢٧٤ - ٢٧٥) .
ومع ذلك فقد أورد في كتابه " الجامع الصغير " حديثا آخر للواسطي هذا، فوجب بيانه وهو: