ومن تعالمهم وتظاهرهم بالعلم أنهم عزوا الحديث إلى ابن ماجه برقمه المتقدم مني؛ دون أن يرجعوا إلى ابن ماجه ليصححوا ما قد يكون من خطأ في " الترغيب " تأليفيّ أو طبعيّ، وهذه عادتهم الغالبة! لا يرجعون إلى الأصول، إلا لأخذ الأرقام وتزيين تعليقاتهم بها، شنشنة تعرفها من أخزم. فلو أنهم فعلوا، ورجعوا إلى ابن ماجه؛ لما أفسدوا الرواية، ولستروا جهلهم بالرجال وتراجمهم، ولاستدركوا اسم (عبد الله بن عمر) الذي سقط من مطبوعتهم!
ولكن إذا كانوا لم يرجعوا إلى الأصل؛ فكان يكفيهم ردعاً لهم عن الإفساد المذكور قول المنذري عقب الحديث:
" ورواه ابن أبي حاتم عن الحسن عن عمران ... " إلى آخر كلامه الذي حكى فيه اختلاف العلماء في سماع الحسن من بعض الصحابة.
نعم؛ لقد كان كافياً لردعهم عنه لو كانوا يقرؤون ولهم قلوب [بها] يفقهون؛ {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} .
٦٨٣٥ - (من بلغ الغازي إلى أهله، أو كتاب أهله إليه، كان له بكل حرف فيه عتق رقبة، وأعطاه الله كتابه بيمينه، وكتب له براءة من النار) .
منكر جداً.
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان "(٤/ ٣٥ - ٣٦/ ٤٢٧٩) من طريق الحاكم في "التاريخ " بإسناده عن إسماعيل بن أبي فديك عن الخليل ابن عبد الله عن مكحول عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل مرفوعاً.