للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: هو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف لسوء حفظه. وبشر بن مهران قال ابن أبي حاتم: " ترك أبي حديثه ". قال الذهبي: " قد روى عنه محمد بن زكريا الغلابي، لكن الغلابي متهم ".

قلت: ثم ساق هذا الحديث. والغلابي قال فيه الدارقطني: " يضع الحديث ". فهو آفته. والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (١ / ٣٨٧) من طرق أخرى، وأقره السيوطي في " اللآلي " (١ / ٣٦٨ - ٣٦٩) ، وزاد عليه طريقين آخرين أعلهما، هذا أحدهما وقال: " الغلابي متهم ". وقد روي بلفظ أتم منه، وهو:

٨٩٤ - " من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي ".

موضوع.

أخرجه أبو نعيم (١ / ٨٦) من طريق محمد بن جعفر بن عبد الرحيم: حدثنا أحمد بن محمد بن زيد بن سليم: حدثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى - أخومحمد بن عمران -: حدثنا يعقوب بن موسى الهاشمي عن ابن أبي رواد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. وقال: " وهو غريب ".

قلت: وهذا إسناد مظلم كل من دون أبي رواد مجهولون، لم أجد من ذكرهم، غير أنه يترجح عندي أن أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم إنما هو ابن مسلم الأنصاري الأطرابلسي المعروف بابن الحناجر، قال ابن أبي حاتم (١ / ١ / ٧٣) : " كتبنا عنه وهو صدوق ". وله ترجمة في " تاريخ ابن عساكر " (٢ / ق ١١٣ - ١١٤ / ١) .

وأما سائرهم فلم أعرفهم فأحدهم هو الذي اختلق هذا الحديث الظاهر البطلان والتركيب، وفضل علي رضي الله عنه أشهر من أن يستدل عليه بمثل هذه الموضوعات، التي يتشبث الشيعة بها، ويسودون كتبهم بالعشرات من أمثالها، مجادلين بها في إثبات حقيقة لم يبق اليوم أحد يجحدها، وهي فضيلة علي رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>