وهذا الحديث من جملة أحاديث كثيرة لابن إسحاق، لا يسع الواقف عليها والباحث فيها إلا أن يشهد للحافظ الذهبي بسعة حفظه، ودقة نقده للرجال؛ فإن المعروف عند المتأخرين أن ابن إسحاق إذا صرح بالتحديث فقد جاوز القنطرة، ونجا حديثه من العلة، وليس ذلك على إطلاقه! فتأمل قول الحافظ الذهبي بعد أن ساق أقوال الموثقين والجارحين لابن إسحاق في ((ميزانه)) :
((فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال، صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة؛ فإن في حفظه شيئاً، وقد احتج به أئمة، فالله أعلم، وقد استشهد مسلم بخمسة أحاديث لابن إسحاق، ذكرها في (صحيحه)) ) .
قلت: فاظفر بهذا التحقيق، وعض عليه بالنواجذ، ولا يغرنك حماسة بعض القاصرين والناشئين الذين يتسرعون إلى إنكار ما لم يحيطوا بعلمه، كالاحتجاج ببعض المبادئ العامة التي جهلوا أنها ليست على إطلاقها وشمولها؛ كهذا الذي شرحناه من حال ابن إسحاق، والله أعلم.
٥٨١٧ - (يا عائشة! أرخي علي مرطك. قالت: إني خائض. قال: علةً وبخلاً! إن حيضتك ليست في يديك) .
منكر. أخرجه أبو يعلى في ((مسنده)) (٧ / ٤٥٨) من طريق حماد عن أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي فوجد القر، فقال:. . . فذكره.
ومن هذه الطريق أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (٤ / ٢٣٩) وقال مضعفاً: