للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مما ينبغي أن يعلم أن الحديث لم يرو هـ الطبراني في " الصغير " بهذا اللفظ، خلافا لما يوهمه صنيع المنذري ثم الهيثمي، بل بلفظ: " من أكثر ذكر الله فقد بريء من النفاق ". ص (٢٠٣) وفرق ظاهر بين اللفظين، وإن كان مدارهما على إسناد واحد عند الطبراني، يرويهما عن شيخ واحد هو محمد بن سهل هذا المتهم، ولكنه لم ينفرد باللفظ الثاني، فقد أخرجه أبو محمد المخلدي في " الفوائد المنتخبة " (٣ / ١ / ٢) ومحمد بن الحسن الأزدي في " أحاديث منتقاة " (ق ٢ / ١ - ٢) وأبو موسى المديني في " اللطائف " (ق ٨١ / ٢) من طرق أخرى عن مؤمل بن إسماعيل به، فبرئت عهدة ابن سهل من هذا اللفظ الثاني، وانحصرت التهمة به في اللفظ الأول. وعلة اللفظ الثاني هو هذا الذي دارت عليه الطرق:

مؤمل ابن إسماعيل فإنه ضعيف لسوء حفظه وكثرة خطإه، قال أبو حاتم: " صدوق شديد في السنة كثير الخطأ ". وقال البخاري: " منكر الحديث ". وقال أبو زرعة: " في حديثه خطأ كثير "، ومن هذا التحقيق يتلخلص أن الحديث بلفظه الأول موضوع، كما قال الحافظ بن حجر، وبلفظه الثاني ضعيف. ولقد أحسن السيوطي صنعا حيث أورده في " الجامع الصغير " من رواية " صغير الطبراني " دون اللفظ الآخر، والله الموفق.

وفي باب ذكر الله تعالى والإكثار منه وفضله أحاديث كثير مجموعة في " الترغيب " وغيره تغني عن مثل هذا الحديث.

٨٩١ - " كان بلال إذا أراد أن يقيم الصلاة قالا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، يرحمك الله ".

موضوع.

رواه الطبراني في " الأوسط " (١ / ٢٧ / ١ - مجمع البحرين) : حدثنا مقدام بن داود: حدثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة: حدثنا كامل أبو العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة به. وقال: " لم يرو هـ عن كامل إلا عبد الله ". قلت: وهذا موضوع، آفته ابن المغيرة هذا، فقد ساق له الذهبي أحاديث وقال: " هذه موضوعات ".

ومقدام بن داود ليس بثقة كما قال النسائي: وفي " مجمع الزوائد " (٢ / ٧٥) : " رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة، وهو ضعيف ".

<<  <  ج: ص:  >  >>