" وقال الهيثمي: فيه محمد بن الحجاج اللخمي وهو كذاب. انتهى.
فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب ". وحديث الهريسة المشار إليه هو الآتي:
٦٩٠ - " أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل ".
موضوع.
أخرجه العقيلي في " الضعفاء "(٣٧٤) وكذا ابن حبان (٢ / ٢٩٠) وابن عدي (٢٩١ / ٢) وتمام (٢٩ / ١١٤ - ١١٥) من طريق محمد بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش عن حذيفة، وقال تمام:" لم يرو هذا الحديث إلا محمد بن الحجاج ". وقال ابن عدي:" وهذا حديث موضوع، وضعه محمد بن الحجاج ". وقال فيه ابن حبان:" كان محمد يروي الموضوعات عن الأثبات، لا تحل الرواية عنه ". وقد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق هذا الكذاب بألفاظ مختلفة ثم قال: (٣ / ١٨) : " هذا حديث وضعه محمد بن الحجاج وكان صاحب هريسة (!) وغالب طرقه تدور عليه، وسرقه منه كذابون ".
وتعقبه السيوطي كعادته في " اللآلي " بأن له شواهد كثيرة (٢ / ٢٣٤ - ٢٣٧) .
ولو أردنا الكلام عليها لطال بنا المقال فحسبي أن أتكلم على شاهد واحد منها هو خيرها باعتراف السيوطي لتعرف حقيقة أمر هذا الشاهد ثم تقيس عليه ما غاب عنك من الشواهد الأخرى.
قال الأزدي: حدثنا عبد العزيز بن محمد بن زبالة: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي: حدثنا عمر [و] بن بكر عن أرطاة عن مكحول عن أبي هريرة قال: شكى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل قلة الجماع.
فتبسم جبريل حتى تلألأ مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم من بريق ثنايا جبريل، ثم قال: أين أنت عن أكل الهريسة فإن فيها قوة أربعين رجلا؟ قال الأزدي:" إبراهيم ساقط، فنرى أنه سرقه وركب له إسنادا ".
قال السيوطي (٢ / ٢٣٦) : " قلت: إبراهيم روى له ابن ماجه، وقال في " الميزان ": قال أبو حاتم وغيره: صدوق، وقال الأزدي وحده: ساقط.
قال: ولا يلتفت إلى قول الأزدي فإن في لسانه في الجرح رهقا. انتهى.
وحينئذ فهذا الطريق أمثل طرق الحديث ". قلت: لم ينفرد الأزدي بجرح إبراهيم هذا بل سبقه إلى ذلك الساجي فقال كما في " التهذيب ": " يحدث بالمناكير والكذب ".