الأول: عن أبي ذر، أخرجه الهروي (١٤ - ١٥) من طريقين عن محمد بن طفر بن منصور حدثنا محمد بن معاذ حدثنا علي بن خشرم: حدثنا عيسى بن يونس عن الحجاج بن أبي زياد عن أبي الصديق أو عن أبي نضرة - شك الحجاج - عن أبي ذر مرفوعا به نحوه أتم منه. قلت: وهذا سند رجاله كلهم ثقات غير محمد بن طفر هذا فلم أجد من ترجمه، ولعله هو آفة هذا الإسناد النظيف (١) . الثاني: عن الحسن البصري مرفوعا، أخرجه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن "(١٠ / ٢) عن إبراهيم بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن معاوية عن الحسن به. وهذا سند ضعيف جدا، وفيه علل:
١ - إرسال الحسن، ومراسيله قالوا: هي كالريح!
٢ - اختلاط ليث بن أبي سليم.
٣ - إبراهيم بن محمد إن لم يكن الأسلمي المتروك فلم أعرفه، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث سئل عنه أحمد فلم يعرفه، وحدث به رجل فلم يعرفه. ذكره ابن قدامة في " المنتخب "(١٠ / ١٩٦) . ثم رأيت ابن أبي حاتم أورده في " العلل "(٢ / ٤٢٩) من طريق نعيم بن حماد، ثم قال:" فسمعت أبي يقول: هذا عندي خطأ رواه جرير وموسى بن أيمن عن ليث عن معروف عن الحسن عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مرسل ".
٦٨٥ - " لا صرورة في الإسلام ".
ضعيف.
أخرجه أبو داود (١٧٢٩) والحاكم (١ / ٤٤٨) وأحمد (١ / ٣١٢) والطبراني في " المعجم الكبير "(٣ / ١٢٨ / ١) والضياء في " المختارة "(٦٥ / ٦٨ / ١) من طريق عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال الحاكم:" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!
قلت: وهذا من أوهامهما، فإن عمر هذا هو ابن عطاء بن وراز، وهو ضعيف اتفاقا، والذهبي نفسه أورده في " الميزان " وقال: " ضعفه يحيى بن معين والنسائي وقال أحمد: ليس بقوي ".
وهو غير عمر بن عطاء بن أبي الخوار، فهذا ثقة، وهو يروي عن ابن عباس مباشرة، فلعل الأول اشتبه عليهما بهذا فصححا إسناده! وللحديث شاهد مجهول، أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "(١ / ٧٩ / ١) عن كلاب بن علي الوحيدي - من بني عامر - عن ابن جبير بن مطعم عن أبي مرفوعا به دون قوله " في الإسلام ".
(١) ثم وجدت لابن طفر متابعين، فأخرجت لذلك حديثه هذا في " الصحيحة " (٢٠١٠) فراجعه، فإن متنه يختلف عن هذا بعض الشيء. اهـ.