مغرض فأعماهم ذلك عما اقترن بها من المخالفات الشرعية. ثم إن هذا الرجل اشترك مع رجلين آخرين في تأليف رسالة ضدنا أسموها " الإصابة في نصرة الخلفاء الراشدين والصحابة " حشوها بالافتراءات والجهالات التي تنبيء عن هوى وقلة دراية، فحملني ذلك على أن ألفت في الرد عليهم كتابا أسميته " تسديد الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء الراشدين والصحابة " موزعا على ست رسائل صدر منها الرسالة الأولى وهي في بيان بعض افتراءاتهم وأخطائهم، والثانية في " صلاة التراويح " والثالثة في أن " صلاة العيدين في المصلى هي السنة " ثم أصدرنا الخامسة بعنوان " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ".
٥٨٠ - " ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة، ثم تلا هذه الآية:(وكان حقا علينا نصر المؤمنين) ".
ضعيف.
أخرجه ابن أبي حاتم من طريق ليث عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا. ورواه أبو الشيخ في " كتاب الثواب " كما في " الترغيب "(٣ / ٣٠٢) ، وذكره ابن كثير في " تفسيره "(٣ / ٤٣٦) وسكت عليه، وذلك لظهور ضعفه، فإن شهر بن حوشب ضعيف، وكذا الراوي عنه ليث وهو ابن أبي سليم،
وقد خولف في إسناده ومتنه فرواه عبيد الله بن أبي زياد عن شهر عن أسماء بنت يزيد مرفوعا نحوه مختصرا دون قوله:" ثم تلا ... ". أخرجه أحمد (٦ / ٤٦١) وأبو الشيخ في " الفوائد "(٨٠ / ٢) .
وعبد الله بن أبي زياد فيه ضعف أيضا، قال الحافظ في " التقريب ": " ليس بالقوي ".
ومما ذكرنا تعلم أن قول المنذري:" رواه أحمد بإسناد حسن وابن أبي الدنيا والطبراني " غير حسن. لكن الحديث له طريق أخرى عن أم الدرداء مختصرا بلفظ:" من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ". أخرجه الترمذي (٣ / ١٢٤) وأحمد (٦ / ٤٥٠) من طريق أبي بكر النهشلي عن مرزوق أبي بكر التيمي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا به. وقال الترمذي:" هذا حديث حسن ". قلت: لعله حسنه بالذي قبله،
وإلا فمرزوق هذا مجهول. قال الذهبي:" ما روى عنه سوى أبي بكر النهشلي ". وأبو بكر النهشلي قال الحافظ:" صدوق " والله أعلم.