ثم زارني في هذا الشهر - رجب الفرد - سنة (١٣٩٣) أخ سلفي عراقي، وقدم إلي ثلاثة أشرطة تسجيل، في بعضها تسجيل للندوة المشار إليها، والمسائل والمناقشات التي جرت فيها، منها السؤال المشار إليه؛ فتذكرت ما كنت نسيت، فبادرت أولاً إلى الكشف عن الحديث في "البخاري"؛ فوجدته. ثم نظرت في إسناده؛ فرأيت فيه أبا إسحاق السبيعي، وهو معروف عندي أنه مختلط. ثم تابعت البحث والتحقيق؛ فكان من ذلك هذا المقال الذي بين يديك، والله تعالى ولي التوفيق.
ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى عن عبد الرحمن بن يزيد؛ ترجح عدم ثبوت الركعتين عن ابن مسعود؛ وهو ما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
حججت مع عبد الله، فلما أتى (جمعاً) ؛ أذن وأقام، فصلى المغرب ثلاثاً، ثم تعشى، ثم أذن وأقام، فصلى العشاء ركعتين.
قلت: فلم يذكر الركعتين بعد المغرب.
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
فهذا يؤيد رواية الجماعة المحفوظة عن أبي إسحاق؛ لأنه قد تابعه عليها إبراهيم هذا - وهو ابن يزيد النخعي -؛ وهو ثقة فقيه محتج به عند الجميع.
٤٨٣٦ - (من أكل من أجور بيوت مكة؛ فكأنما يجرجر في بطنه نار جهنم) .
ضعيف
أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(٢١٢) عن عبد الرحمن بن