الثالثة: قوله: " وروى هذا الحديث كاتب الليث ... " إلخ؛ يوهم أنه رواه بتمامه، وليس كذلك، فإن الشطر الثاني منه، ابتداة من قوله:" فإنه يوم نحس ... " إلخ، لا أصل له في حديثه. وكذلك يقال في حديث (عبد الله الدستوائي) ، بل هذا مختصر جداً، ليس فيه إلا الأمر بالحجامة في ثلاثة أيام، والنهي عن الحجامة يوم الأربعاء! وفيه نكارة بينتها هناك في " الصحيحة ".
الرابعة: اقتصاره على ذكر متابعين للمرادي عن نافع، يوهم أنه لا يوجد غيرهما. والواقع خلافه أيضاً؛ فقد تابعهم سعيد بن ميمون عند ابن ماجه، ومحمد بن جحادة من ثلاث طرق عنه، عند ابن ماجه وغيره، وهي مخرجة هناك
في " الصحيحة "، فاقتضى التنبيه. والله تعالى ولي التوفيق.
٦٧٨١ - (من غسل ميتاً فكتم عليه؛ غفرالله له أربعين كبيرة ... ) .
شاذ بلفظ:" كبيرة".
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير"(١/ ٢٩٣ - ٢٩٤/ ٩٢٩) : حدثنا هارون بن ملول البصري: ثنا عبد الله بن يزيد المقرىء: ثنا سعيد بن أبي أيوب عن شرحبيل بن شريك عن علي بن رباح قال: سمعت أبا رافع يقول: ... فذكره مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ظاهره الصحة، وعليه جرى بعض الحفاظ، فقال المنذري في " الترغيب "(٤/ ١٧٠/ ١) ، وتبعه الهيثمي في " المجمع "(٣/ ٢١) : " رواه الطبراني في " الكبير "، ورواته محتج بهم في (الصحيح) ".
فأقول: هو كما قالا باستثثناء شيخ الطبراني، وهذه غالب عادتهم أنهم يغضون النظر عن شيوخ الطبراني إلا ما ندر؛ حتى ولو كان ممن تكلم فيه أو جُهل، أو غير ذلك؛ كالشذوذ أو المخالفة، وهذا هو العلة هنا، فقد رواه جماعة من الثقات بلفظ