"فقال أبي: هذا حديث باطل، ومحمد هذا مجهول، وأبوه مجهول ".
وكذا قال في ترجمة (محمد بن إسماعيل المرادي) من " الجرح والتعديل "(٣/ ٢/ ١٨٩/ ١٠٧٤) ، وأقره الذهبي في " الميزان "، والحافظ في " اللسان ".
وكذلك قال في موضع آخر من " العلل "(٢/ ٢٨٢/ ٢٣٤٦) وزاد:
" قال أبي: وروى هذا الحديث كاتب الليث عن عطاف عن نافع عن ابن عمر. وهو مما أدخل على أبي صالح. ورواه عبد الله بن هشام الدستوائي عن أبيه عن أيوب عن نافع عن ابن عمر. وعبد الله متروك الحديث ".
وأقره الحافظ في " اللسان ".
ولي على ما تقدم ملاحظات، لابد من بيانها، فأقول:
الأولى: إن إعلال الحديث والحكم عليه بالبطلان بـ (زكريا بن يحيى الوقار) أولى من إعلاله بشيخه وأبيه المجهولين؛ وذلك؛ لأن زكريا هذا كذاب، ففي " الميزان ":
" قال ابن عدي: يضع الحديث، قال صالح جزرة: حدثنا زكريا الوقار وكان من الكذابين الكبار".
لكن الظاهرأن أبا حاتم لم يعرفه، فقد ذكر ابنه عنه أنه سمع منه بمصر في الرحلة الثانية، وروى عنه، فلو كان تبين له كذبه؛ ما روى عنه - إن شاء الله -، ولأعله به.
الثانية: حديث الترجمة موقوف، وحديث كاتب الليث عن عطاف مرفوع، وقد أخرجه عنه كذلك جمع منهم الحاكم؛ كما تراه مخرجاً في " الصحيحة " تحت حديث ابن عمر هذا مختصراً برقم (٧٦٦) .