فكان على المنذري أن يبينه، وعلى السيوطي أن يحذفه من كتابه،
وفاء منه بوعده!
وتابعه أيضا يحيى بن المغيرة عن أبي عن عثمان بن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة به.
أخرجه الأصبهاني في " ترغيبه " (ق ٤٧/١) والديلمي في " مسنده " (٢/١/٤) .
ويحيى هذا صدوق، لكن أبو هـ وهو المغيرة بن إسماعيل بن أيوب المخزومي مجهول
كما قال الذهبي.
وبالجملة فمدار هذه الروايات كلها على عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي وهو وضاع
كما عرفت، وقد تقدمت له أحاديث عديدة تدل على حاله، أقربها الحديث (٨٧٧) .
١٤٣٠ - " ليس للنساء سلام ولا عليهن سلام ".
منكر
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (٨/٥٨) : حدثت عن أبي طالب: حدثنا علي بن
عثمان النفيلي: حدثنا هشام بن إسماعيل العطار: حدثنا سهل بن هشام عن إبراهيم
ابن أدهم عن الزبيدي عن عطاء الخراساني يرفع الحديث قال: فذكره. قال
الزبيدي: أخذ على النساء ما أخذ على الحيات: أن ينحجرن في بيوتهن!
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لانقطاعه في أعلاه، وفي أدناه على جهالة فيه وضعف.
أما الأول: فلأن عطاء الخراساني، قال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق، يهم كثيرا، ويرسل ويدلس، من الخامسة، مات سنة خمس وثلاثين ".
يعني ومائة، فهو تابعي صغير.
وأما الآخر، فظاهر من قول أبي نعيم: " حدثت عن أبي طالب " فلم يذكر الذي
حدثه، وأبو طالب هذا هو ابن سوادة كما في إسناد آخر قبل هذا، ولم أعرفه.
وبقية الرجال ثقات غير سهل بن هشام، فلم أعرفه أيضا. لكن الظاهر أن فيه خطأ
مطبعيا، والصواب سهل بن هاشم وهو الواسطي البيروتي، فقد ذكروا في ترجمته
أنه روى عن إبراهيم بن أدهم، وهو ثقة. والله أعلم.