وأما كون ما روى صحيحاً في نفسه أو لا؛ فهذا أمر يعود إلى النظر في إسناده الذي روى الحديث به؛ فإن صح فبها؛ وإلا فإن مجرد روايته إياه لا تكون تصحيحاً له؛ كما لا يخفى، شأنه في ذلك شأن كل أئمة الحديث الذين لم يتقيدوا برواية الصحيح فقط.
وكم من حديث رواه الثعلبي هذا، وهو مطعون فيه عند العلماء، ومنه حديث الترجمة هذا؛ فقد قال الحافظ ابن حجر - بعد أن ضعف الحديث من طريق أخرى في نزول الآية المذكورة في علي، كما تقدم برقم (٤٩٢١) -؛ قال الحافظ (ص ٥٦-٥٧ ج٤) :
"ورواه الثعلبي من حديث أبي ذر مطولاً، وإسناده ساقط".
ومضى كلام شيخ الإسلام مفصلاً في إبطاله تحت الحديث (٤٩٢١) .
وقد حكم ابن عدي بوضع الطرف الأول منه من رواية أخرى.
وكذلك الذهبي، بل حلف بالله على وضعه! وقد سبق تخريجها برقم (٣٥٧) .
٤٩٥٩ - (أيها الناس! إني قد كرهت تخلفكم وتنحيكم عني؛ حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إلي من شجرة تليني؛ لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه؛ رضي الله عنه كما أنا عنه راض؛ فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئاً) .
منكر
أخرجه ابن عساكر (١٢/ ١١٦/ ١-٢) من طريق عبد الله بن صالح: أخبرنا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة وابن هبيرة عن قبيصة بن ذؤيب وأبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال: