قلت: لكني وجدت له طريقا أخرى، فقال أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " (٢٣ / ١) : أخبرنا
الملاحمي (محمد بن أحمد بن موسى البخاري) قال: حدثنا أبو إسحاق محمود بن
إسحاق المطوعي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الآملي قال: حدثنا الربيع بن روح
قال: حدثنا سلم بن سالم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعا.
قلت: وهذا سند ضعيف جدا، آفته سلم بن سالم وهو البلخي الزاهد، ضعفه أحمد
والنسائي، وأشار الأصم إلى تكذيبه. وفقرة الانتظار لها طرق أخرى سبق تخريجها
برقم (١٥٧٣) وبعدها هذا الحديث من الطريق الأولى من مصدرين آخرين.
١٩٢٦ - " يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأنبياء بأربعين خريفا ".
باطل بهذا اللفظ.
أخرجه أحمد (٣ / ٣٢٤) من طريق عمرو بن جابر أبي زرعة
الحضرمي قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: فذكره. قلت: وهذا سند ضعيف جدا، عمرو هذا قال الذهبي
: " هالك، قال أحمد: روى عن جابر مناكير، وبلغني أنه كان يكذب، وقال
النسائي: ليس بثقة ". قلت: ومن مناكيره هذا اللفظ: " الأنبياء ". فإن
المعروف إنما هو بلفظ: " الأغنياء ". وهكذا وقع في " سنن الترمذي " (٢ / ٥٧) من هذا الوجه، فلا أدري أهو تحريف من بعض النساخ لما رآه باللفظ الأول
واستنكره عدل به إلى اللفظ الآخر، أوأن الرواية وقعت للترمذي هكذا؟ ومما
يرجح هذا أنه قال عقبة: " هذا حديث حسن ". فلوكان عنده باللفظ الأول، لما
حسنه، بل لاستنكره. والله أعلم. وقد روي باللفظ الآخر من حديث أبي الدرداء
مرفوعا بلفظ: " يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا ".