وقد خولف في بعض سياقه، رواه محمد بن مروان العقيلي: حدثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر به بلفظ: " ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة، قال: فقال رجل: يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله؟ قال: هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تبارك إلى السماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوا شعثا غبرا، ضاحين، جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم ير يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة ". أخرجه أبو يعلى في " مسنده "(ق ١١٦ / ٢) وابن حبان (١٠٠٦) والبزار أيضا كما في " الترغيب "(٢ / ١٢٦) و" مجمع الزوائد (٣ / ٢٥٣) وقال: " وفيه محمد بن مروان العقيلي وثقه ابن معين، وابن حبان، وفيه بعض كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح ". وقال الحافظ في ترجمة العقيلي هذا: " صدوق له أوهام ". قلت: إنما علة الحديث أبو الزبير، فإنه مدلس، وقد عنعنه في جميع الطرق عنه. قال الحافظ: " صدوق، إلا أنه يدلس ". وقال الذهبي: " وأما ابن حزم فإنه يرد من حديثه ما يقول فيه: عن جابر، ونحوه، لأنه عندهم ممن يدلس ... وفي " صحيح مسلم " عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر ... ففي القلب منها شيء "
. والحديث رواه ابن خزيمة أيضا والبيهقي باللفظ الأول كما في " الترغيب ".
نعم قد صح من الحديث مباهاة الله ملائكته بأهل عرفة، وقوله: " انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا " من حديث أبي هريرة وابن عمرو وعائشة، وهي في " الترغيب " (٢ / ١٢٨ - ١٢٩) وقد خرجت حديث عائشة في " الصحيحة " (٢٥٥١) .
٦٨٠ - " إن لإبليس مردة من الشياطين يقول لهم: عليكم بالحجاج والمجاهدين فأضلوهم عن السبيل ".
ضعيف جدا.
رواه الطبراني (٣ / ١١٩ / ٢) وابن شاهين في " رباعياته " (١٨٧ / ٢) وزاهر الشحامي في " السباعيات " (٨ / ١٨ / ١) وابن عساكر في التجريد "(١٩ / ١) عن نافع أبي هرمز مولى يوسف بن عبد الله السلمي عن أنس مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا. نافع هذا قال أبو حاتم:" متروك الحديث " وقال البخاري: " منكر الحديث "، وقد قيل: إنه نافع بن هرمز، وقيل إنه غيره، وفي ترجمة ابن هرمز