ثم إن أمر خاتم سليمان عليه السلام في غاية الشهرة بين الخواص والعوام، ويستبعد جِدًّا أن يكون الله تعالى قد ربط ما أعطى نبيه عليه السلام من الملك بذلك الخاتم، وعندي أنه لو كان في ذلك الخاتم السر الذي يقولون؛ لذكره الله عز وجل في كتابه. والله تعالى أعلم بحقيقة الحال ".
قلت: وقد روي في حديث مرفوع ما يوافق تفسير قوله: (جَسَدًا) بأنه ولد سليمان عليه السلام، ولكنه حديث منكر، أو موضوع. اقتصر السيوطي على تضعيف إسناده في " الدر "، ووافق ابن الجوزيّ على وضعه في " اللآلئ "، وهو الأقرب كما ستراه عقب هذا.
٥٩٩٣ - (ولد لسليمان بن دَاوِد ولد، فقال للشياطين: أين نُوَارِيه من الموت؛ فقالوا: نذهب به إلى اَلْمَشْرِق! . فقال: يصل إليه اَلْمَوْت. قالوا: إلى اَلْمَغْرِب. قال: يصل إليه الموت. قالوا: إلى البحار. قال: يصل
إليه. قالوا: نضعه بين السماء وَالْأَرْض؛ [قال: نعم. قال: فصعدوا به] . ونزل عليه ملك الموت فقال: ابن دَاوِد! أُمرتُ بقبض نسمة طلبتها في المشرق فلم أصبها، فطلبتها في المغرب فلم أصبها، وطلبتها في البحار، وطلبتها في تخوم اَلْأَرْضِ فلم أصبها، فبينا أنا أصعد إذ أصبتها فقبضتها. وجاء جَسَده حتى وقع على كرسيه، فهو قول الله عزوجل
(ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب)) .
منكر. أخرجه الطبرانيّ في " المعجم الأوسط " (٢ / ٦٥ / ١ / ٦٠٩٨ - بترقيمي) ، والعقيلي في " الضعفاء " (٤ / ٤٢٤) من طريق كثير بن يحيى أبي مالك صاحب البصري قال: ثَنَا أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي