" وهذا الحديث عظيم الشأن، جليل المقدار، يشتمل على فوائد كثيرة، أوصلها العارف أبو عبد الله محمد بن علي الزواوي البجايي إلى مئة وست وستين فائدة، في مجلد لطيف، سماه " عنوان أهل السير المصون وكشف عورات أهل
المجون، بما فتح الله به من فوائد حديث:(اذكروا الله حتى يقولوا: مجنون) ، وقد قرأته وانتفعت به والحمد لله!.
قلت: من هذا الزواوي البجايي؟ لا شك أنه من غلاة الصوفية الجاهلين بالسنة المحمدية أو المتجاهلين لها؛ يدلك على ذلك هذا العنوان الذي أقل ما يقال فيه أنه تنطع بارد؛ فإن مثل هذه الفوائد المزعومة التي تجاوزت المئة لم يذكر أحد - فيما أعلم - هذا العدد ولا قريباً منه في حديث صحيح، وانما هو من سخافات الطرقيين الذين وضعوا حديث:" أذيبوا طعامكم بذكر الله ... ". وقد سبق تخريجه برقم (١١٥) .
ولله درُّ من قال فيهم:
أيا جيل ابتداعٍ شرُّ جيل *** لقد جئتم بأمر مستحيل
أفي القرآن قال لكم إلهي: *** كلوا مثل البهائم وارقصوا لي!