خلقت من نور كما في " صحيح مسلم "، وهو مخرج في " الصحيحة " (٤٥٨)
، وأما إبليس فخلق من نار كما في القرآن والحديث.
ونحوه قوله: " ما ابتلي به هاروت وماروت، فإنه يشير إلى ما يروى من قصتهما
مع الزهرة ومراودتهما إياها وشربهما الخمر وقتلهما الصبي، وهي قصة باطلة
مخالفة للقرآن أيضا كما سبق بيانه في المجلد الأول برقم (١٧٠) .
ولا يفوتني التنبيه أن قوله: " لوتعلمون ... " إلى قوله: " تجأرون إلى الله
عز وجل " قد جاء طرفه الأول في " الصحيحين "، والباقي عند الحاكم وغيره،
فانظر الحديث الآتي إن شاء الله برقم (٤٣٥٤) . وتخريج " فقه السيرة " (ص
٤٧٩) .
١٣٠٧ - " استعيذوا بالله من المغاقر، قيل: وما المغاقر؟ قال: الإمام الجائر الذي
إن أحسنت لم يقبل، وإن أسأت لم يتجاوز، ومن جار السوء الذي عينه تراك
وقلبه يرعاك، وإن رأى خيرا دفنه، وإن رأى شرا أذاعه ".
ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي في " الكامل " (ق ١٧٤/١) عن أحمد بن إسماعيل المدني: حدثنا
سعد بن سعيد المقبري عن أخيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا. وقال:
" وهذا أخاف أن يكون البلاء فيه من أحمد بن إسماعيل المدني، وهو الذي يقال
له: أبو حذافة، ضعيف جدا، لا من سعد بن سعيد ".
وتعقبه الذهبي بقوله في أحمد هذا في " الميزان ":
" لم ينقم على أبي حذافة متن، بل إسناد، ولم يكن ممن يتعمد ". يعني الكذب.
قلت: فالأرجح أن آفة هذا الحديث هو أخوسعد هذا المذكور في الإسناد، واسمه
عبد الله بن سعيد المقبري فقد قال فيه يحيى بن سعيد:
" استبان لي كذبه في مجلس ".
وقال الذهبي:
" ساقط بمرة ".