قلت: وكل من شم رائحة الحديث، وعلم الكتب المصنفة فيه؛ يعلم أن "الواهيات" كتاب لابن الجوزي خصه بالأحاديث الواهية والمنكرة، التي لم تبلغ عنده دركة الوضع، وهذا غالبي، فكثيراً ما يورد فيه بعض الموضوعات أيضاً، كما نبه على ذلك الحفاظ.
وعليه؛ فعزو الحديث إلى "الواهيات" تضعيف له؛ من أجل ذلك لم ينقل الشيعي عن "الكنز" رواية ابن الجوزي له في "الواهيات"!!
وقد يقول قائل: لعل الشيعي لا يعلم موضوع كتاب "الواهيات"؛ فلا يلزم أن نسيء الظن به، ونجزم أنه تعمد ترك عزو الحديث إليه لما ذكرت!
فأقول: إني أستبعد ذلك عنه، ولئن سلمنا به؛ فقد خلصناه من إساءة الظن به وألصقنا به الجهل؛ بما يترفع عنه المبتدئون في هذا العلم، فسواء كان هذا أو ذاك؛ فأحلاهما مر!
ولقد ذكرني هذا الجهل المنسوب للشيعي بقصة طريفة تروى؛ خلاصتها: أن خطيباً في بعض القرى ذكر حديثاً في خطبته؛ قال عقبه:
"رواه ابن الجوزي في (الموضوعات) "!!
٤٩٥٨ - (اللهم! إن أخي موسى سألك؛ (قال رب اشرح لي صدري. ويسر لي أمري. واحلل عقدة من لساني. يفقهوا قولي. واجعل لي وزيراً من أهلي. هارون أخي. اشدد به أزري. وأشركه في أمري. كي نسبحك كثيراً. ونذكرك كثيراً. إنك كنت بنا بصيراً) . فأوحيت إليه:(قد أوتيت سؤلك يا موسى) . اللهم! وإني عبدك