ذلك لأن الإرسال وإن كان علة قائمة بنفسها كافية في تضعيف الحديث، فإن ابن
جريج كان يدلس عن الضعفاء والمتروكين، ولذلك قال الإمام أحمد:
" بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا
يبالي من أين يأخذها "، كما سبق نقله مرارا.
ثم ذكر السيوطي للحديث شاهدا من حديث أبي هريرة، وهو الذي قبله، وقد ذكرت
هناك علته، وقد روي بلفظ آخر وهو:
١٣٨٨ - " قال بنوإسرائيل لموسى: هل يصلي ربك؟ فتكابد موسى لذلك، فقال الله تعالى:
ما قالوا لك يا موسى؟ فقال: الذي سمعت. قال: فأخبرهم أني أصلي، وأن صلاتي
تطفىء غضبي ".
ضعيف
ذكره السيوطي في " اللآلي " (١/٢٢) شاهدا للذي قبله من حديث أبي هريرة
يرفعه، ولم يذكر من خرجه، إلا أنه نقل عن الفيروزابادي صاحب " القاموس " أنه
قال:
" وإسناده جيد، ورجاله ثقات يحتج بهم في الصحيحين، وليس فيه علة غير أن
الحسن رواه عن أبي هريرة، ولم يسمع منه عند الأكثرين ".
قلت: فإذن فيه علة، فأنى له الجودة؟ ! على أنه لوسلم بثبوت سماعه منه في
الجملة لجاءت علة أخرى، وهي عنعنة الحسن، فقد كان مدلسا، كما سبق مرارا،
فالإسناد ضعيف إذن.
ولعل الحديث من الإسرائيليات، أخطأ بعض الرواة فرفعه إليه صلى الله عليه وسلم
، والله أعلم.
ثم رأيت السيوطي في " الجامع الكبير " عزاه للديلمي وابن عساكر.
وهو عنده في " تاريخ دمشق " (١٧/١٩٠/١) من طريق قتادة عن الحسن عن أبي هريرة
مرفوعا.