غير واضح عند الحافظ وغيره، وهو حري بذلك، فليس هناك ما يحمل على القطع بشيء من
ذلك، ولورواية ضعيفة. وكأنه لذلك اقتصر المناوي على قوله في " الفيض ":
" رواه البيهقي في " الشعب " عن أنس: وفي سنده لين ".
فلم يعرج على بيان السبب خلافا لعادته. والله أعلم.
فإن قيل: فإذا كان المناوي لم يبين علته لأنه لم يتبين له من أبو عصام هذا؟
فلماذا ضعف إسناده؟
فأقول - والله أعلم -: لأنه إذا لم يتبين له أنه أبو عصام الثقة، فالإسناد من
الوجهة العملية، مجهول الصحة؛ والحالة هذه. وما كان كذلك من الأسانيد،
فهو في حكم الضعيف، ومن أجل ذلك أوردته أنا في " السلسلة "، فإن ظهر لنا شيء
يقتضي صحته نقلناه إلى " السلسلة " الأخرى. والله أعلم.
ثم روى البيهقي من طريق ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة والليث بن سعد عن عقيل عن
ابن شهاب:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس ثلاثة أنفاس، ونهى عن العب
نفسا واحدا، ويقول: ذلك شرب الشيطان. وقال:
" هذا مرسل، وروينا عن معمر عن ابن أبي حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
:
إذا شرب أحدكم فليمص مصا ولا يعب عبا، فإن الكباد من العب ".
ثم رواه من طريق أحمد بن منصور: حدثنا عبد الرزاق: أنا معمر فذكره. وهو في
" مصنف عبد الرزاق " (١٠/٤٢٨) بهذا الإسناد. وابن أبي حسين هو عبد الله بن
عبد الرحمن المكي، وهو تابعي ثقة، فهو مرسل صحيح، كالذي قبله. فلعل الحديث
يقوى بهما، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وتقدم حديثان آخران في المص، أحدهما قولي، والآخر فعلي، فراجعهما إن شئت (٩٤٠، ٩٤١) .
١٤٢٩ - " بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص من الرزق، والدعاء يرد البلاء،
ولله في خلقه قضاآن، فقضاء نافذ، وقضاء ينتظر،